لا يوجد طعام يحرق السعرات الحرارية

كتبت د. خلود البارون:
قد يحاول البعض اتباع ريجيم قاس لتخفيض الوزن بسرعة، مثل الاكتفاء بتناول وجبة واحدة يوميا، غالبا ما تكون في المساء.
وحول هذا الموضوع بينت جمانة الكندري، اختصاصية التغذية في وحدة السكر في مستشفى الأميري، الخطأ الذي يقع فيه من يقوم بتناول وجبة واحدة من باب الرغبة في تخفيض الوزن، وقالت: هذا الريجيم لا ينفع، بل له أضرار عديدة على الجسم. ويسمى في مجالنا برجيم «اليويو» لأنه يعرض الجسم لانخفاض شديد في الوزن في فترة قصيرة من خلال تغيير كبير في نظام الغذاء. وعندما يعود الجسم إلى نظام غذائه المعتاد، فإنه يسترجع كل الوزن الذي فقده، بل عادة ما يزداد أكثر من السابق.

في البداية تسأل جمانة الكندري من يرغب في اتباع هذا الريجيم القاسي: هل في استطاعته العيش بتناول وجبة واحدة يوميا طوال عمره؟
وتجيب قائلة:
- بالطبع ستكون الإجابة بالنفي، فالغرض من هذا الريجيم هو اتباعه لشهرين أو ثلاثة لفقدان كمية كبيرة من الوزن في أسرع وقت ممكن، لكن المشكلة في ان الجسم سيستعيد الوزن بعد التوقف.
وهنا انصح من يرغب في تخفيض وزنه اتباع نظام غذائي صحي ومفيد يتخذ كأسلوب للحياة، فيعدل من عاداته الغذائية الخاطئة ويحافظ على صحته مع ضمان فقدان الوزن، وذلك من خلال تقليل السعرات الحرارية التي يتناولها في كل وجبة غذائية، فلا يغير روتين الجسم الغذائي ويستمر في تناول 3 وجبات غذائية منخفضة السعرات الحرارية، بما يسهم في حث الجسم على حرق واستهلاك الفائض من دهون وسكر الدم.
سبب ثبات الوزن
عادة ما يلاحظ من يمارس الريجيم القاسي، ثبات وزنه بعد فترة من الزمن، وعن سبب ذلك قالت الكندري:
- السبب يعزى إلى آلية الدفاع التي يتخذها الجسم عند شعوره بالجوع. مثلا، عند تقليل عدد الوجبات وحصرها في وجبة واحدة، سيلاحظ الجسم بعد مدة ما يحدث ويعرفه بكونه حالة مجاعة. لذلك فان ردة فعله تقاوم المجاعة من خلال المحافظة على كل ما يتناوله من سعرات حرارية وتقليل حرق الطعام والمخزون، لأنه يعلم ان الشخص لا يتناول إلا وجبة واحدة في اليوم، مما يوقف فقدان الجسم لأي وزن.
والمشكلة ان ردة فعل الجسم لمقاومة المجاعة تستمر حتى عندما يعود الشخص لنظامه العادي ويتناول 3 وجبات حتى لو كانت صحية، إلا انه يلاحظ ارتفاع وزنه بشكل سريع وكبير، وذلك لاستمرار محافظة الجسم على جميع ما يتناوله والتقليل من استهلاك مخزونه.
الريجيم الصحيح
عندما يتبع الشخص نظاما غذائيا يهدف للتقليل من كمية السعرات الحرارية (الكالوري) التي يتناولها في كل وجبة، فلن يغير ذلك من روتين الجسم، بل سيحفزه على حرق مخزونه الزائد من الدهن والسكر، كما ان اغلب ما يفقده سيكون من الدهون التي في جسمه، فيما خسارة الوزن السريعة تكون عادة على حساب خسارة الجسم للسوائل.
الريجيم في الجو القاسي مضر
لا ننسى ان الجو في الكويت حار ومتعب، لذا اتباع الشخص نظام الوجبة الواحدة أثناء الصيف، يزيد من الطين بلة، حيث لن يوفر له ما يحتاج اليه من غذاء أو سوائل. وتابعت الكندري قائلة:
- المعلومة الأهم هي ان اغلب الوزن الذي يخسره في بداية الريجيم القاسي هو من وزن ماء الجسم لا الدهون، وعليه فان استرجاع الوزن يتطلب شرب الماء فقط، وانخفاض نسبة الماء في الجسم يعرض الجسم لمشاكل وأضرار صحية لا حصر لها، ومن أهمها مشاكل في الكلى، وهو ما يفسر شعور البعض أحيانا بألم في الخواصر (الجوانب) عادة ينتج عن الجفاف وما يترتب عليه من ارتفاع في تركيز البول الموجود في الكلى.

إلى عشاق البطاطا
البطاطا المقلية يعشقها الكثيرون، وهي وإن كانت تحتوي على نسبة من الكربوهيدرات والسكريات، لكنها ليست منبوذة لغناها بالسعرات الحرارية بشكلها النيء، لكن المشكلة تكمن في قليها على درجة حرارة مرتفعة، مما يجعلها غنية بالدهون المشبعة والضارة، ومن ثم يضيفون اليها كميات كبيرة من الملح، مما يزيد من سعراتها الحرارية، بالإضافة إلى أضرار تناول الدهون المشبعة والملح.
لذا نصحت الكندري بتحضيرها من خلال غليها في الماء أو طبخها في الفرن، ومن دون دهنها بالزبدة أو الملح. وللعلم، فمن المعروف ان الدراسات أشارت إلى فائدة زيت الزيتون، لذا يفضل دهنها بزيت الزيتون بدلا من أي دهون أخرى.

هل هنالك طعام يهضم؟
أما عما يعتقده البعض في كون تناول شاي النعناع أو أنواع من عصائر الكيوي والأناناس تسهم في حرق سعرات الطعام، فذلك بحسب ما تؤكده الكندري اعتقاد خاطئ:
- لا يوجد طعام يحرق أو يهضم ما تناوله الشخص في الوجبة، بل ما يوجد هو أنواع من الأغذية يسهم تناولها في زيادة سرعة الهضم. وقد سألت أستاذي في أميركا، الذي كان تخصصه في علم كيميائية الطعام، عن وجود أي غذاء يسهم في حرق الدهون، فأشار إلى بطنه قائلا: «لو كان هذا الاعتقاد صحيحا لكنت أول من يتناوله ليخسر كرشه».
لذا الحقيقة ان في أغذية معينة مواد تسرّع من عملية الهضم أو تساعدها فقط، لكن لا بد من التنبيه الى ان تناول هذه المواد يسهم في إضافة سعراتها الحرارية إلى الجسم أيضا.

التمهل في مضغ الطعام يقلل من كميته
وجدت الدراسات ان من يتناولون الطعام على عجل وفي دفعة واحدة، بمعنى أنهم لا يتمهلون في مضغه، يتناولون كميات اكبر وأكثر من حاجتهم من الغذاء مقارنة بمن يمضغونه على مهل، وهم أكثر عرضة للشعور بالمغص والتلبك المعوي وزيادة الوزن. ويعزى ذلك إلى ان الإشارات العصبية التي تشير للشبع تأخذ وقتا حتى تستوعب تدفق الطعام الكبير. عليه ينصح الخبراء بضرورة البطء أثناء تناول الطعام، وذلك للسماح للجهاز الهضمي بمضغ الطعام جيدا وترك فرصة للجهاز العصبي لإرسال إشارات الشبع بعد تناول كمية الطعام التي يحتاج اليها الجسم.