وأنتِ الزوجة الودود الولود، التى يقع عليها عبء تهيئة السكن لزوجها، وجعل بيتها جنة له ولأبنائها، ومن هذا البيت ينطلق الرجل ليخوض معركة الحياة بنفس قوية وروح مثابرة، كيف لا؟ ووراءه فى المنزل من تقول له كل يوم وهو ذاهب لعمله: " اتقِ الله فينا، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار"، ومن هذا المعقل الخطير يخرج الرجل ليجاهد فى سبيل الله، وليدعُ إلى الله، وليعلى فى الأرض كلها راية لا إله إلا الله.
وأنتِ الأم المكرمة التى يقع على عاتقها بناء الأسرة التى هى اللبنة الكبرى فى بناء المجتمع كله. فهى التى تحتضن الصغار، وتنشئهم فى جو يسوده المحبة والوئام فيخرجون بإذن الله جل وعلا خالين من الأمراض النفسية والعقد المدمرة.
وكذلك أنتِ مَن تنسُجُ حولهم سياج الأمان من الرعاية والحماية والتربية الإسلامية السليمة والعقيدة الصحيحة، والتى تحميهم بها من الانزلاق فى مهاوى الرذائل والمنكرات، ومن السحر والشرك والخرافات، وكذلك من الإدمان والخمور والتدخين، ومن الزنا والعلاقات المحرمة، ومن السرقة وخيانة الأمانة، ومن سائر الذنوب والمعاصى، وكذلك هى التى تتولى العناية بصحتهم وتغذيتهم ونظافتهم والعناية بسائر شئونهم الخاصة والعامة، وكذلك هى التى تعتنى بأمر دراستهم وتثقيفهم، ومن ذلك كله تُخرج للمجتمع عضواً صالحاً نافعاً: سليم العقيدة، صحيح العبادة، قوى البدن، صحيح النفس، واسع العلم والثقافة.
وأنتِ مَن تُخرج لنا الأب الصالح والأم الصالحة، واللذان يُكوِّنان فيما بعد الأسر المسلمة حق الإسلام، والتى تُشكِّل لبنات متينة فى بناء المجتمع المسلم.