وأنت كذلك المعلمة التى على كاهلها يقع عبء تنشئة الصغار فى الروضة ومراحل التعليم المختلفة.
وأنتِ أستاذة الجامعة التى تخرج لنا المعلمات والمربيات، والتى تجعل قلمها سيفاً تحارب به فى سبيل إعلاء كلمة ربها، وتجمع حولها الشابات الداعيات لتدعمهن بالدعم العلمى والمادى والمعنوى ليرتقين درجات السلم حتى آخره، ويكُنَّ سيوفاً مشهرة فى وجه أعداء الدين،وليكن أمهات الدعاة والمجاهدين والعلماء والمنفقين.
وكذلك أنتِ المنفقة فى سبيل الله من مال الله الذى آتاكِ عن اليمين والشمال، فى كل أبواب الخير، تبتغين نصرة دينك، رغبة فى رضا ربك، فتعينين طلبة العلم، والدعاة، وكذلك تعينين على تزويج الشباب العاجز عن الزواج، وتساهمين فى نشر الكتب والكتيبات والأشرطة الإسلامية النافعة، وتسهمين فى عمل موقعٍ إسلامى أو مجلة إسلامية، وتتبرعين لدعم قناة إسلامية تنشر دين الله.
وكذلك أنتِ الطبيبة التى تداوى المريضات، وتصون أعراض المسلمات وعوراتهن عن التكشف للرجال، وتبث فى نفوسهن العقيدة المتينة أن الله هو الشافى، وأن الطبيب والدواء ماهى إلا أسباب ظاهرة، كما تبث فى نفوسهن الثقة بالله وحسن الظن به فى كشف الضر ودفع الأذى.
وأنتِ الداعية التى تدعو فى كل مكان وفى كل وقت، وتدعو كل الناس إلى العودة إلى الله جل وعلا، وإلى سلوك سبيله القويم، وصراطه المستقيم، وشرعته الحكيمة، فهى الداعية فى بيتها، وفى مدرستها أو جامعتها، وفى وسط أرحامها، وبين جاراتها وصديقاتها، تنشر دين الله، وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة، تنشر الدين بالبسمة والكلمة الطيبة، بالدلالة على الخير كله بالشريط النافع، والكتيب الإسلامى، وبالهدية وبالدعاء الحانى، وبالقدوة الحسنة، وبالعفو والتسامح، وبالرفق واللين، أدواتكِ كتاب ربك وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، لايمنعك من نشر دينك أن تُؤذى فى سبيل الله،كيف لا وأنت حفيدة أول شهيدة فى الإسلام؟
وأنتِ كذلك الشابة المسلمة المعتصمة بدين ربها، الأبية الحيية، العفيفة التقية، التى تقف فى وجه هذا السيل الهادر من الفتن والبلايا الملقاة على عاتق المسلمين فى كل وقت وحين، تقف معتصمة تشهر سيف "لا إله إلا الله"، وهى تعلم أنها على ثغر من ثغور الإسلام، وتأبى أن يُؤتى الإسلام من قِبلها.